تترجم الأمثال الشعبية فلسفة الشعوب وتاريخها، وتوثيقها للأحداث على مرِّ العصور، فهي تراث الماضي "ومن ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل".
الدال على الخير كفاعله، أكرم ضيفك لو كان عدوّك، لا تزال تلك الأمثال الشعبيّة متداولة في مجتمعنا ومترسخة بالأذهان، حيث يعود تاريخها لمئات السنين؛ لما تحمله من تعابير تدل على الكرم، والأخلاق، والمروءة، والشهامة.
ولمعرفة تفاصيل أوسع عن الأمثال الشعبية المتوارثة، التقت وكالة فرات للأنباء مع عضو الهيئة الرئاسية في اتحاد مثقفي الرقة، عبد الرحمن الأحمد.
وذكر الأحمد أن "الأمثال الشعبية هي خلاصة وحكمة الشعوب وحافظت على تاريخ الأسلاف، وبدورنا نرثها لأبنائنا".
توثق الحدث
وأضاف: "تنشر الأمثال الشعبية الكرم والنُبل والشهامة والأخلاق الحميدة، هناك آلاف الأمثال المتداولة، لذلك وقع اختياري على الأمثال الّتي تدعو إلى الكرم والشهامة والصدق، وحُسن التربية للأبناء، وتحلى بالأخلاق الحميدة، والقضايا الإسلامية السامية".
وتابع: "ذكرت عدّة شخصيات عن الحديث عن الكرم، ذكر حاتم الطائي، وعن بعض الشخصيات الرقيّة الّتي كان يشهد لها بالكرام، أحمد فرج السلامة، شيخ قبيلة الولدة الّذي قيل عنه أكرم العرب، حيث زارته مجموعة من الجزيرة العربية، وذلك لاستقصاء كرمه المنتشر عند العرب، وعندما وصلوا إليه حضر لهم الطعام والشراب واستقبلهم أفضل استقبال، وعند الرحيل وثقوا رحلتهم، بالمثل الآتي "الهجن جت من الوادي أحمد ابن فرج يطرنه يزيد حميس على الزادي ريحة بهاره لها بنه".
وهُناك مثل متداول في الرقة ألا وهو "دكان بكو"، حيث تتداول الروايات قصته على أنه كان قد افتتح محل مقابل سور الرقة الأثري عام 1960، وجلب بضاعة إلى محله، ولكنها لم تُباع، وهناك أكرم ضيفك ولو كان عدوك، يدل على الكرم وواجب الضيافة، لما يكبر ابنك خاوية.
ودعا بالتمسك بالأخلاق الحميدة، والتمسك بالأمثال الشعبيّة المتداولة خاصة الفئة الشابة التي تبعد عن تاريخنا، وتاريخ أجدادنا والإرث الثقافي، وخاصة بعد انتشار الحداثة المعاصرة، والثقافة السريعة الّتي لا تغرس ثقافة الأسلاف في جذور الأبناء".